انوار اليمن
انوار اليمن
انوار اليمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
يسرنا تسجيلكم في منتديات انوار اليمن

 

 سوره المسد سيد قطب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر العباسي
Admin
عمر العباسي


عدد المساهمات : 212
نقاط : 651
تاريخ التسجيل : 30/03/2009
العمر : 31

سوره المسد      سيد قطب       Empty
مُساهمةموضوع: سوره المسد سيد قطب    سوره المسد      سيد قطب       I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 12, 2011 2:52 am

تبت يدا َأبِي َلهبٍ و ت ب 1 ما َأغْنى عنه ماُله وما كَسب 2 سيصلَى نارا ذَات َلهبٍ 3
_ وامرأَته ح  مالَةَ الْحطَبِ 4 فِي جِيدِها حبلٌ من مسدٍ 5
| | |
أبو لهب - [ واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ] هو عم النبي ع وإنما سمي أبو لهب لإشراق
وجهه، وكان هو وامرأته " أم جميل " من أشد الناس إيذاء لرسول الله ع وللدعوة التي جاء ا ..
قال ابن اسحاق : " حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عب اس قال : سمعت ربيعة بن عباد
الديلي يقول : " إني لمع أبي رجل شاب أنظر إلى رسول الله ع يتبع القبائل ، ووراءه رجل أحول ،
وضيء الوجه ذو جمة ، يقف رسول الله ع على القبيلة فيقول : " يا بني فلان . إني رسول الله إليكم
آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئ ا، وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به " وإذا
فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه : يا بني فلان . هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم
من الجن من بني مالك بن أقمس ، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة ، فلا تسمعوا له ، ولا تتبعوه . فقلت
لأبي: من هذا؟ قال عمه أبو لهب. [ ورواه الإمام أحمد والطبراني ذا اللفظ ].
فهذا نموذج من نماذج كيد أبي لهب للدعوة وللرسول ع ، وكانت زوجته أم جميل في عونه في
هذه الحملة الدائبة الظالمة. [ وهي أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان ].
ولقد اتخذ أبو لهب موقفه هذا من رسول الله ع منذ اليوم الأول للدعوة . أخرج البخاري -
بإسناده - عن ابن عباس ، أن النبي ع خرج إلى البطحاء ، فصعد الجبل فنادى : يا صباحاه فاجتمعت إليه
قريش، فقال: أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ؟ أكنتم مصدقي ؟ قالوا: نعم. قال: فإني
نذير لكم بين يدي عذاب شديد . فقال أبو لهب. ألهذا جمعتن ا؟ تبا لك . فأنزل الله " تبت يدا أبي لهب
وتب " .. . الخ. وفي رواية فقام ينفض يديه وهو يقول : تبا لك سائر اليوم ! ألهذا جمعتن ا؟ ! فأنزل الله
السورة.
ولما أجمع بنو هاشم بقيادة أبي طالب على حماية النبي ع ولو لم يكونوا على دينه ، تلبية لدافع
العصبية القبلية ، خرج أبو لهب على إخوته ، وحالف عليهم قريش ا، وكان معهم في الصحيفة التي كتبوها
بمقاطعة بني هاشم وتجويعهم كي يسلموا لهم محمدا ع .
منبر التوحيد والجهاد

 3
وكان قد خطب بنتي رسول الله ع رقية وأم كلثوم لولديه قبل بعثة النبي ع فلما كانت البعثة
أمرهما بتطليقهما حتى يثقل كاهل محمد ما!
وهكذا مضى هو وزوجته أم جميل يثيراا حربا شعواء على النبي ع وعلى الدعوة ، لا هوادة
فيها ولا هدنة . وكان بيت أبي لهب قريبا من بيت رسول الله ع فكان الأذى أشد . وقد روي أن أم
جميل كانت تحمل الشوك فتضعه في طريق النبي ؛ وقيل: إن حمل الحطب كناية عن سع يها بالأذى والفتنة
والوقيعة.
| | |
نزلت هذه السورة ترد على هذه الحرب المعلنة من أبي لهب وامرأته . وتولى الله - سبحانه - عن
رسوله ع أمر المعركة!
" تبت يدا أبي لهب وتب " .. والتباب الهلاك والبوار والقطع . " وتبت " الأولى دعاء . "
وتب " الثانية تقر ير لوقوع هذا الدعاء . ففي آية قصيرة واحدة في مطلع السورة تصدر الدعوة وتتحقق ،
وتنتهي المعركة ويسدل الستار!
فأما الذي يتلو آية المطلع فهو تقرير ووصف لما كان.
" ما أغنى عنه ماله وما كسب " .. لقد تبت يداه وهلكتا وتب هو وهلك . فلم يغن عنه ماله
وسعيه ولم يدفع عنه الهلاك والدمار.
ذلك - كان - في الدني ا. أما في الآخرة فإنه : " سيصلى نارا ذات لهب " .. ويذكر اللهب
تصويرا وتشخيصا للنار وإيحاء بتوقدها وتلهبها.
" وامرأته حمالة الحطب " .. وستصلاها معه امرأته حالة كوا حمالة للحطب .. وحالة كو ا:
" في جيدها حبل من مسد " .. أي من ليف .. تشد هي به في النار . أو هي الحبل الذي تشد به
الحطب. على المعنى الحقيقي إن كان المراد هو الشوك . أو المعنى اازي إن كان حمل الحطب كناية عن
حمل الشر والسعي بالأذى والوقيعة.
| | |
منبر التوحيد والجهاد

 4
وفي الأداء التعبيري للسورة تناسق دقيق ملحوظ مع موضوعها وجوه ا، نقتطف في بيانه سطورا
من كتاب : " مشاهد القيامة في القرآن " نمهد ا لوقع هذه السورة في نفس أم جميل التي ذعرت لها
وجن جنوا:
" أبو لهب . سيصلى نارا ذات لهب .. وامرأته حمالة الحطب . ستصلاها وفي عنقها حبل من
مسد ..
" تناسق في اللفظ ، وتناسق في الصورة . فجنهم هنا نار ذات لهب . يصلاها أبو لهب ! وامرأته
تحمل الحطب وتلقيه في طريق محمد لإيذائه بمعناه الحقيقي أو اازي " .. والحطب مما يوقد به اللهب .
وهي تحزم الحطب بحبل . فعذاا في النار ذات اللهب أن تغل بحبل من مسد. ليتم الجزاء من جنس
العمل، وتتم الصورة بمحتوياا الساذجة : الحطب والحبل . والنار واللهب . يصلى به أبو لهب وامرأته
حمالة الحطب!
" وتناسق من لون آخر . في جرس الكلمات ، مع الصوت الذي يحدثه شد أحمال الحطب
وجذب العنق بحبل من مسد . اقرأ: " تبت يدا أبي لهب وتب " تجد فيها عنف الحزم والشد ! الش بيه
بحزم الحطب وشده. والشبيه كذلك بغل العنق وجذبه. والشبيه بجو الحنق والتهديد الشائع في السورة.
" وهكذا يلتقي تناسق الجرس الموسيقي ، مع حركة العمل الصوتية ، بتناسق الصور في جزئياا
المتناسقة، بتناسق الجناس اللفظي ومراعاة النظير في التعبير ، ويتسق مع جو الس ورة وسبب الترول . ويتم
هذا كله في خمس فقرات قصار، وفي سورة من أقصر سور القرآن " .
| | |
هذا التناسق القوي في التعبير جعل أم جميل تحسب أن الرسول ع قد هجاها بشعر . وبخاصة
حين انتشرت هذه السورة وما تحمله من ديد ومذمة وتصوير زري لأم جميل خاصة . تصوير يثير
السخرية من امرأة معجبة بنفسه ا، مدلة بحسبها ونسبه ا. ثم ترتسم لها هذه الصورة : " حمالة الحطب .
في جيدها حبل من مسد! " في هذا الأسلوب القوي الذي يشيع عند العرب!
قال ابن إسحاق : فذكر لي أن أم جميل حمالة الحطب حين سمعت ما نزل فيها وفي زوجها من
القرآن، أتت رسول الله ع وهو جالس في المسجد عند الكعبة ، ومعه أبو بكر الصديق ، وفي يدها فهر [
أي بمقدار ملء الكف ] من حجارة . فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله ع فلا ترى
منبر التوحيد والجهاد

 5
إلا أبا بكر . فقالت: يا أبا بكر . أين صاحبك ؟ قد بلغني أنه يهجوني . والله لو وجدته لضربت ذ ا الفهر
فاه. أما والله واني لشاعرة! ثم قالت:
مذمما عصينا وأمره أبينا
ثم انصرفت . فقال أبو بكر : يا رسول الله ، أما تراها رأتك ؟ فقال: " ما رأتني ، لقد أخذ الله
ببصرها عني " ..
وروى الحافظ أبو بكر البزار - بإسناده - عن ابن عباس قال : لما نزلت : " تبت يد ا أبي لهب "
جاءت امرأة أبي لهب ، ورسول الله ع جالس ومعه أبو بكر . فقال له أبو بكر : لو تنحيت لا تؤذيك
بشيء! فقال رسول الله ع : " إنه سيحال بيني وبينه ا " .. فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ، فقالت:
يا أبا بكر ، هجانا صاحبك . فقال أبو بكر : لا ورب هذه البنية ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به ، فقالت :
إنك لمصدق. فلما ولت قال أبو بكر: ما رأتك؟ قال: " لا. ما زال ملك يسترني حتى ولت " ..
فهكذا بلغ منها الغيظ والحنق ، من سيرورة هذا القول الذي حسبته شعرا [ وكان الهجاء لا
يكون إلا شعرا ] مما نفاه لها أبو بكر وهو صادق ! ولكن الصورة الزرية المثيرة للسخرية التي شاعت في
آياا، قد سجلت في الكتاب الخالد ، وسجلتها صفحات الوجود أيضا تنطق بغضب الله وحربه لأبي
لهب وامرأته جزاء الكيد لدعوة الله ورسوله ، والتباب والهلاك والسخرية والزراية جزاء الكائدين لدعوة
الله في الدنيا، والنار في الآخرة جزاء وفاقا، والذل الذي يشير إليه الحبل في الدنيا والآخرة جميعا .. .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://anwar-ye.yoo7.com
 
سوره المسد سيد قطب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سوره الناس سيد قطب
» سوره الفلق سيد قطب
» سوره الاخلاص سيد قطب
» سوره النصر سيد قطب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
انوار اليمن :: الأقسام العامة :: منتدى التفسير-
انتقل الى: